Difference between revisions of "Discussion with Pastor John"

From AlHaq
Jump to navigation Jump to search
 
Line 1: Line 1:
 
<div class="big-arabic" dir="rtl">
 
<div class="big-arabic" dir="rtl">
 
= نقاش مسيحي حول إسرائيل، إيران، والسلام =
 
= نقاش مسيحي حول إسرائيل، إيران، والسلام =
 
== مقدمة ==
 
في نقاش مفتوح بين مسيحيين مهتمين بالسلام والعدالة، طُرحت تساؤلات صريحة حول موقف إسرائيل من التهديدات الإيرانية، ومكانتها في السياق السياسي والديني، ومدى التزامها بالقرارات الدولية.
 
 
== الرسالة الأصلية: هل من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها؟ ==
 
'''المرسل:''' قس مسيحي
 
  
 
أيها القس الفاضل، أنا أقدّر غيرتك ومحبتك للسلام، وهذا من صميم إيماننا المسيحي. لكن اسمح لي أن أطرح عليك سؤالًا صادقًا:
 
أيها القس الفاضل، أنا أقدّر غيرتك ومحبتك للسلام، وهذا من صميم إيماننا المسيحي. لكن اسمح لي أن أطرح عليك سؤالًا صادقًا:
Line 18: Line 12:
 
إسرائيل ليست دولة كاملة، لكنها تتصرف بدافع البقاء والدفاع عن النفس. وكمسيحيين، يجب أن نصلّي لأجل السلام (مزمور 122:6)، ونطلب العدل، ونتحرّر من أي خطاب يُشيطن شعبًا ما، وخصوصًا شعبًا عانى الكثير عبر التاريخ.
 
إسرائيل ليست دولة كاملة، لكنها تتصرف بدافع البقاء والدفاع عن النفس. وكمسيحيين، يجب أن نصلّي لأجل السلام (مزمور 122:6)، ونطلب العدل، ونتحرّر من أي خطاب يُشيطن شعبًا ما، وخصوصًا شعبًا عانى الكثير عبر التاريخ.
  
== ردود الأستاذ جون جاد الرب المنفلوطي ==
+
--------------------------------------------------------------------------
 +
John Gad El-Rab Elmanfaloty
 +
---------------------
 +
أهلا بحضرتك
 +
لحضرتك كل الحرية في تساؤلاتك
 +
لكن عندي عدة نقاط
 +
١-الحقيقة ان إسرائيل لا تدافع عن وجودها فقط بل عندها خطة للتوسع والإستيلاء على مزيد من الأراضي
 +
٢-إسرائيل لم تلتزم ولم تطبق أي قرار من قرارات الأمم المتحدة منذ عام 1967
 +
٣-إسرائيل تستقوى بأمريكا ولا تهتم بأي قرارات أو نداءات
 +
٤-إسرائيل قتلت أكثر من 50 ألف وجرحت أكثر من 100 ألف في غزة
 +
وهذا ليس دفاعًا عن النفس بل محاولة إبادة الشعب لتستولي على كامل الأرض.
 +
٥-إسرائيل هي من إعتدت على إيران وأكثر من مرة وهذه ليست المرة الأولى
 +
٦-أنا أقف مع المظلوم مهما كان وضعه أو ديانته
 +
٧-إسرائيل تروج أنها تدافع عن بقائها وهذا ليس صحيحا
 +
٨-أدعو حضرتك  لقراءة كتاب نتانياهو الذي كتبه في 1992 تقريبا بعنوان مكان تحت الشمس أو مكان بين الأمم .
 +
٩-عندي ملخص لخطة إسرائيلية تم إعتمادها من الكونجرس الأمريكي سنة 1983
 +
ويتم تنفيذها بالكامل
 +
وهذا واضح تماما سأضع لحضرتك البوست بتاعي
 +
وأتمنى قراءته حيدًا ثم تكون لنا فرصة للمناقشة
 +
https://www.facebook.com/share/1Buwpe4v1Z/?mibextid=wwXIfr
 +
تحياتي لحضرتك 
 +
------------
 +
John Gad El-Rab Elmanfaloty
 +
الشرق الأوسط الكبير:(مهم جدًا جدًا)
 +
هو مشروع صاغه  مستشرق بريطاني الأصل، يهودي الديانة، أمريكي الجنسية يدعى برنارد لويس (1916-2018)
 +
تم إعتماد المشروع رسميًا في عام 1983 بموافقة  الكونجرس الأمريكي...
 +
--------------------------------------------------------------------------
 +
 
 +
🔹 أولًا، بخصوص قرارات الأمم المتحدة:
 +
أنا لم أنكر أبدًا وجود قرارات لم تلتزم بها إسرائيل، بل ذكرت أن هناك قرارات رفضتها بالفعل، خاصةً تلك التي رأت فيها انحيازًا سياسيًا.
 +
ما أردتُ توضيحه هو أن القول بأنها لم تلتزم بأي قرار منذ 1967 هو مبالغة غير دقيقة. على سبيل المثال:
 +
• القرار 425 (الانسحاب من جنوب لبنان): التزمت به إسرائيل عام 2000.
 +
• القرار 1701 (وقف إطلاق النار في 2006): تم تنفيذه بالتنسيق مع اليونيفيل.
 +
• أيضًا، إسرائيل تتعاون (جزئيًا) مع منظمات الأمم المتحدة مثل الأونروا.
 +
 
 +
لكن نعم، هناك قرارات رُفضت، وهناك استخدام متكرر للفيتو من قِبَل أمريكا — وهذا يُظهر واقعًا دوليًا أوسع، ليس خاصًا بإسرائيل فقط، بل يتعلق بموازين القوى في مجلس الأمن، ويشمل أيضًا دولًا كبرى أخرى (مثل روسيا والصين).
 +
وهنا أتفق معك: إن لم يكن هناك احترام شامل للقرارات الدولية، فالأمم المتحدة تفقد جزءًا من مصداقيتها — وهذا ينطبق على الجميع.
 +
 
 +
🔹 ثانيًا، بخصوص برنارد لويس:
 +
ما قصدته هو أن برنارد لويس كتب تحليلات ورؤى استراتيجية من زاوية أكاديمية، لكنه لم يقدّم خطة رسمية للحكومة الإسرائيلية أو للكونغرس.
 +
أما ما يُقال عن موافقة الكونغرس على “خطة للتقسيم” أو “إعادة تشكيل الشرق الأوسط”، فهو في الغالب يستند إلى الخلط بين وثائق وتحليلات شخصية مثل “خطة ينون” أو دراسات فردية، وبين سياسة رسمية.
 +
 
 +
وأنا منفتح جدًا لو حضرتك تفضلت وشاركتني بوثيقة رسمية من الكونغرس تُظهر هذا القرار أو الخطة — لأني فعلاً أبحث عن الحقيقة، لا الدفاع الأعمى.
 +
 
 +
🔹 وأخيرًا، محبتي واحترامي لك باقٍ دون أي تغيير
 +
الخلاف لا يفسد للود قضية، وأنا أثمّن صدقك في الحوار، وحرصك على المبادئ المسيحية التي تدعو للسلام، للعدل، وللحق.
 +
 
 +
أصلّي أن يباركك الرب، ويقودنا جميعًا بروح الحق والمحبة
 +
------⸻
 +
 
 +
==✳️ الرد الأول: بخصوص الاعتداءات الإسرائيلية على مصر==
 +
 
 +
مع كامل احترامي، نعم، هناك اعتداءات إسرائيلية مؤلمة وقعت على مصر، بعضها موثَّق ومعروف، مثل العدوان الثلاثي عام 1956، وضربة 1967، وحوادث أبو زعبل وبحر البقر عام 1970.
 +
 
 +
لكن لا بد من التفرقة بين:
 +
• ما هو موثّق ومدان دوليًا (مثل قصف المدنيين)
 +
• وما هو متداول شعبيًا دون أدلة قاطعة (مثل اغتيالات العلماء)
 +
 
 +
نحن لا نُبرّر أي استهداف للمدنيين، لكننا نُطالب بنقاش قائم على الحقائق، لا العواطف وحدها.
 +
 
 +
 
 +
==✳️ الرد الثاني: بخصوص كون إسرائيل هي المعتدية دائمًا==
 +
 
 +
أعتقد أنه من الضروري أن نُراجع السياق بإنصاف:
 +
• عام 1956، أغلقت مصر قناة السويس أمام الملاحة الإسرائيلية.
 +
• عام 1967، أغلقت مصر مضيق تيران (المنفذ الوحيد لإسرائيل إلى البحر الأحمر)، وحشدت القوات في سيناء، وطردت قوات الأمم المتحدة.
 +
• هذه الخطوات، بحسب القانون الدولي وقتها، كانت تُعتبر أعمالًا حربية.
 +
 
 +
إسرائيل قد تكون بادرت بالضربة، لكنها فعلت ذلك بعد تهديد واضح ومتسلسل، وليس من فراغ.
 +
الفهم الموضوعي يبدأ من فهم من بدأ التصعيد، لا من أطلق أول رصاصة
 +
 
 +
--------------------------------------------------------------------------
 +
 
 +
شكرا للرد
 +
مع إحترامي ومحبتي
 +
حضرتك كتبت حاجات كتير لكن سأحاول مناقشتك في بعضها
 +
١-مالم تلتزم به إسرائيل من قرارات هو الذي أوصلنا لهذه الحالة
 +
فلو كانت إلتزمت بالقرار 424 لكانت الأحوال أفضل وأيضا القرارات الخاصة بعودة اللاجئين والإنسحاب لحدود 1967
 +
لكن إسرائيل تريد التوسع
 +
وأيضا رفضهم لإتفاقية أوسلو 1 وأوسلو 2
 +
أما عن إغلاق عبد الناصر للمضايق فهذا طبيعي ومن حقه  ومن حق مصر تبعًا للمعاهدات والمواثيق الدولية وهو لم ينتهك القانون
 +
لكنها البلطجة الإسرائيلية .
 +
وهي إعتدت على مصر بحجة إغلاق المضيق لكن السبب الرئيسي هو أن مصر وقتها كانت تنمو إقتصاديًا وتقوم بالتصنيع والتصدير فقاموا بذلك حتى تظل مصر فقيرة ويمكن قيادتها
 +
وكما فعلوا مع صدام والأسد نفس الأسلوب حتى لا تبقى دولة عربية تمتلك قرارها .
 +
 
 +
أما الموثق دوليًا في حرائق الحرب
 +
فهو ضرب مدرسة وضرب مصنع ثم الإدانة الفعلية من محكمة العدل الدولية العام الماضي بالأدلة والبراهين
 +
 
 +
------------
 +
You sent
 +
--------------------------------------------------------------------------
 +
 
 +
عزيزي القس جون،
 +
أشكرك على اهتمامك ونقاشك الصريح، وأرجو أن يتّسع صدرك لملاحظاتي التالية التي أقدّمها بمحبة واحترام، رغبة في الوصول إلى الحق من منظور مسيحي عادل:
 +
 
 +
1️⃣ عن قرار الأمم المتحدة 242
 +
القرار 242 لا ينص على انسحاب شامل من "كل الأراضي"، بل من "أراضٍ محتلة"، مقابل اعتراف وضمانات سلام متبادلة.
 +
 
 +
إسرائيل انسحبت بالكامل من سيناء عام 1982 بموجب اتفاقية السلام مع مصر، وغزة عام 2005.
 +
 
 +
عودة اللاجئين في القرار 194 مشروطة بأن "يريدوا العيش بسلام"، وهو شرط لم يتحقق بسبب التحريض المستمر في بعض المناهج والخطابات.
 +
 
 +
2️⃣ عن اتفاقيات أوسلو 1 و2
 +
إسرائيل وقّعت أوسلو، واعترفت بمنظمة التحرير، وسلّمت مناطق في الضفة الغربية للسلطة الفلسطينية.
 +
 
 +
الاتفاق أقام السلطة الفلسطينية رسميًا، وفتح بابًا للتمويل الدولي.
 +
 
 +
لكن بعد اندلاع الانتفاضة الثانية وتصاعد العنف، انهارت الثقة بين الطرفين.
 +
 
 +
3️⃣ عن إغلاق مضيق تيران عام 1967
 +
المضيق يُعتبر ممرًا دوليًا حسب القانون الدولي.
 +
 
 +
عبد الناصر لم يكتفِ بإغلاقه، بل:
 +
 
 +
طرد قوات الطوارئ الدولية.
 +
 
 +
حشد مئات الآلاف من الجنود.
 +
 
 +
وصرّح علنًا بنيّته تدمير إسرائيل.
 +
 
 +
لهذا، فُهمت الضربة الإسرائيلية كإجراء دفاعي استباقي، لا عدوانًا توسعيًا.
 +
 
 +
4️⃣ عن مزاعم استهداف مصر اقتصاديًا
 +
لا يوجد دليل موثّق يثبت أن إسرائيل استهدفت مصر لإحباط اقتصادها.
 +
 
 +
إنما كانت المواجهة سياسية وعسكرية بالدرجة الأولى.
  
=== الاعتراضات المطروحة ===
+
دول أخرى نمت صناعيًا دون أن تُقصف مثل كوريا وتركيا وماليزيا.
# إسرائيل لا تدافع فقط، بل تسعى للتوسع واحتلال مزيد من الأراضي.
 
# لم تلتزم بقرارات الأمم المتحدة منذ 1967، مثل القرار 424 المتعلق بالانسحاب وحق عودة اللاجئين.
 
# إسرائيل تتجاهل القانون الدولي وتعتمد على الحماية الأمريكية.
 
# ارتكبت مذابح في غزة تسببت في عشرات آلاف القتلى والجرحى.
 
# إسرائيل هي من اعتدت على إيران مرارًا، وليس العكس.
 
# "أنا أقف مع المظلوم أيًّا كانت ديانته أو خلفيته."
 
# إسرائيل تروّج لفكرة "الدفاع عن النفس" لتبرير عدوانها.
 
# أوصي بقراءة كتاب نتنياهو: ''مكان تحت الشمس'' لفهم العقلية الإسرائيلية.
 
# هناك خطة معتمدة من الكونغرس الأمريكي عام 1983 لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وضعها برنارد لويس، تُنفّذ حاليًا.
 
  
[https://www.facebook.com/share/1Buwpe4v1Z/?mibextid=wwXIfr رابط المشاركة: منشور فيسبوك]
+
5️⃣ عن رفض الدول العربية الاعتراف بإسرائيل
 +
منذ 1948، رفضت معظم الدول العربية الاعتراف بإسرائيل، وهاجمتها عسكريًا.
  
== الردود التوضيحية والنقدية ==
+
بعد 1967، تبنّى مؤتمر الخرطوم شعار: "لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض".
  
=== قرارات الأمم المتحدة ===
+
هذا الرفض عطّل تنفيذ القرار 242، الذي يفترض الاعتراف المتبادل كأساس للسلام.
* القول إن إسرائيل لم تلتزم بأي قرار منذ 1967 غير دقيق.
 
* أمثلة على التزامها:
 
** القرار '''425''' (الانسحاب من جنوب لبنان): نُفذ عام 2000.
 
** القرار '''1701''' (وقف إطلاق النار 2006): نُفذ مع اليونيفيل.
 
* نعم، هناك قرارات رُفضت، لكن هذا النمط ليس خاصًا بإسرائيل فقط، بل يرتبط بتوازن القوى العالمية.
 
  
=== مشروع برنارد لويس ===
+
حتى مصر لم تعترف بإسرائيل إلا بعد اتفاقية كامب ديفيد في 1979.
* لم يقدّم برنارد لويس خطة رسمية للكونغرس أو الحكومة الإسرائيلية.
 
* كثير مما يُقال هو خلط بين "خطة ينون" وتحليلات فكرية خاصة.
 
* لا توجد وثيقة رسمية من الكونغرس تثبت تبني هذه الخطة بشكل رسمي.
 
  
> '''ملاحظة''': منفتحون لمراجعة أي وثائق رسمية تُثبت خلاف ذلك.
+
6️⃣ كمسيحيين، نحن مدعوون لطلب الحق لا تكرار دعايات مشوّهة
 +
موقفنا ليس مبنيًا على نبوءات نهاية الأزمنة أو تفضيل ديني، بل على ميزان العدالة والحق الإنساني.
  
== توضيحات تاريخية حساسة ==
+
من غير المقبول أن نكرّر شعارات تروّج للكراهية، لمجرد أنها شائعة.
  
=== الاعتداءات الإسرائيلية على مصر ===
+
للأسف، في بعض الخطابات الإسلامية التقليدية نجد تحريضًا واضحًا ضد اليهود، يصل إلى وصفهم بـ"أبناء القردة والخنازير".
* وقعت اعتداءات مثل العدوان الثلاثي (1956)، وضربة 1967، وأبو زعبل وبحر البقر (1970).
 
* يجب التمييز بين:
 
** ما هو موثّق ومدان دوليًا.
 
** وما هو شائع شعبيًا بلا إثبات قاطع.
 
  
=== من بدأ الحرب في 1967؟ ===
+
هذا النوع من الخطاب ينزع الإنسانية، ويغلق الباب أمام أي حوار، ويجب أن يُرفض من أي إنسان يؤمن بالله والحق.
* مصر أغلقت مضيق تيران، طردت قوات الطوارئ الدولية، حشدت القوات، وصرحت بتدمير إسرائيل.
 
* الضربة الإسرائيلية كانت استباقية بناءً على هذا التسلسل التصعيدي.
 
  
== كمسيحيين: موقف مبدئي ==
+
كمسيحيين، نحن لا نُشيطن شعبًا ولا نبرّر ظلمًا، بل نبحث عن الحقيقة، حتى عندما تكون غير شعبية.
  
# نحن نطلب الحقيقة لا تكرار الدعاية.
+
"لا تحرف القضاء، ولا تكن في صف الجموع لفعل الشر." (خروج 23: 2)
# نرفض خطاب الكراهية والتحريض، خصوصًا عندما يصف اليهود بأوصاف لا إنسانية.
+
"الحق يُحرركم." (يوحنا 8: 32)
# لا نُبرّر ظلمًا، ولا نُشيطن شعبًا. بل نقف في جانب الحق مهما كان غير شعبي.
 
  
''لا تحرّف القضاء، ولا تكن في صف الجموع لفعل الشر.'' (خروج 23: 2) 
+
🕊️ الخاتمة
''تعرفون الحق، والحق يحرّركم.'' (يوحنا 8: 32)
+
أعلم أن الجراح عميقة والمشهد معقد. لكن الرجاء أن نرتفع كمؤمنين فوق الانتماءات السياسية والدينية، لنفحص الأمور بميزان الحق لا الغضب، وبنور المسيح لا ظل الروايات العقائدية.
  
== الخاتمة ==
+
محبتي واحترامي لك دائمًا،
المشهد معقّد، والجراح عميقة. لكن كمؤمنين، مدعوون لأن نرتفع فوق الغضب والانحيازات، ونسلك بروح المحبة والحق، مستنيرين بكلمة الله لا بالشعارات السياسية.
 
 
</div>
 
</div>

Latest revision as of 22:08, 18 June 2025

نقاش مسيحي حول إسرائيل، إيران، والسلام

أيها القس الفاضل، أنا أقدّر غيرتك ومحبتك للسلام، وهذا من صميم إيماننا المسيحي. لكن اسمح لي أن أطرح عليك سؤالًا صادقًا:

لو أن دولةً ما أعلنت صراحة نيتها لمحو مصر من الوجود، وسلّحت جماعات لشنّ هجمات على شعبك، واقتربت بأسلحتها من حدودك، هل كنت ستتوقع من قيادتك أن تبقى صامتة، أم أن تدافع عنكم؟

هذا هو بالضبط ما تواجهه إسرائيل مع إيران.

ولا يمكننا أيضًا أن نتجاهل السياق الروحي والتاريخي. فالكراهية ضد اليهود متجذّرة بعمق في كثير من التعليم الإسلامي التقليدي، وليست مجرد خلاف سياسي. وفوق هذا كله، لا ننسى أن 25٪ من اليهود أُبيدوا في الهولوكوست، حيث قُتل ستة ملايين إنسان فقط لأنهم يهود. هذه جراح لم تلتئم بعد.

إسرائيل ليست دولة كاملة، لكنها تتصرف بدافع البقاء والدفاع عن النفس. وكمسيحيين، يجب أن نصلّي لأجل السلام (مزمور 122:6)، ونطلب العدل، ونتحرّر من أي خطاب يُشيطن شعبًا ما، وخصوصًا شعبًا عانى الكثير عبر التاريخ.


John Gad El-Rab Elmanfaloty


أهلا بحضرتك لحضرتك كل الحرية في تساؤلاتك لكن عندي عدة نقاط ١-الحقيقة ان إسرائيل لا تدافع عن وجودها فقط بل عندها خطة للتوسع والإستيلاء على مزيد من الأراضي ٢-إسرائيل لم تلتزم ولم تطبق أي قرار من قرارات الأمم المتحدة منذ عام 1967 ٣-إسرائيل تستقوى بأمريكا ولا تهتم بأي قرارات أو نداءات ٤-إسرائيل قتلت أكثر من 50 ألف وجرحت أكثر من 100 ألف في غزة وهذا ليس دفاعًا عن النفس بل محاولة إبادة الشعب لتستولي على كامل الأرض. ٥-إسرائيل هي من إعتدت على إيران وأكثر من مرة وهذه ليست المرة الأولى ٦-أنا أقف مع المظلوم مهما كان وضعه أو ديانته ٧-إسرائيل تروج أنها تدافع عن بقائها وهذا ليس صحيحا ٨-أدعو حضرتك لقراءة كتاب نتانياهو الذي كتبه في 1992 تقريبا بعنوان مكان تحت الشمس أو مكان بين الأمم . ٩-عندي ملخص لخطة إسرائيلية تم إعتمادها من الكونجرس الأمريكي سنة 1983 ويتم تنفيذها بالكامل وهذا واضح تماما سأضع لحضرتك البوست بتاعي وأتمنى قراءته حيدًا ثم تكون لنا فرصة للمناقشة https://www.facebook.com/share/1Buwpe4v1Z/?mibextid=wwXIfr تحياتي لحضرتك


John Gad El-Rab Elmanfaloty الشرق الأوسط الكبير:(مهم جدًا جدًا) هو مشروع صاغه مستشرق بريطاني الأصل، يهودي الديانة، أمريكي الجنسية يدعى برنارد لويس (1916-2018) تم إعتماد المشروع رسميًا في عام 1983 بموافقة الكونجرس الأمريكي...


🔹 أولًا، بخصوص قرارات الأمم المتحدة: أنا لم أنكر أبدًا وجود قرارات لم تلتزم بها إسرائيل، بل ذكرت أن هناك قرارات رفضتها بالفعل، خاصةً تلك التي رأت فيها انحيازًا سياسيًا. ما أردتُ توضيحه هو أن القول بأنها لم تلتزم بأي قرار منذ 1967 هو مبالغة غير دقيقة. على سبيل المثال: • القرار 425 (الانسحاب من جنوب لبنان): التزمت به إسرائيل عام 2000. • القرار 1701 (وقف إطلاق النار في 2006): تم تنفيذه بالتنسيق مع اليونيفيل. • أيضًا، إسرائيل تتعاون (جزئيًا) مع منظمات الأمم المتحدة مثل الأونروا.

لكن نعم، هناك قرارات رُفضت، وهناك استخدام متكرر للفيتو من قِبَل أمريكا — وهذا يُظهر واقعًا دوليًا أوسع، ليس خاصًا بإسرائيل فقط، بل يتعلق بموازين القوى في مجلس الأمن، ويشمل أيضًا دولًا كبرى أخرى (مثل روسيا والصين). وهنا أتفق معك: إن لم يكن هناك احترام شامل للقرارات الدولية، فالأمم المتحدة تفقد جزءًا من مصداقيتها — وهذا ينطبق على الجميع.

🔹 ثانيًا، بخصوص برنارد لويس: ما قصدته هو أن برنارد لويس كتب تحليلات ورؤى استراتيجية من زاوية أكاديمية، لكنه لم يقدّم خطة رسمية للحكومة الإسرائيلية أو للكونغرس. أما ما يُقال عن موافقة الكونغرس على “خطة للتقسيم” أو “إعادة تشكيل الشرق الأوسط”، فهو في الغالب يستند إلى الخلط بين وثائق وتحليلات شخصية مثل “خطة ينون” أو دراسات فردية، وبين سياسة رسمية.

وأنا منفتح جدًا لو حضرتك تفضلت وشاركتني بوثيقة رسمية من الكونغرس تُظهر هذا القرار أو الخطة — لأني فعلاً أبحث عن الحقيقة، لا الدفاع الأعمى.

🔹 وأخيرًا، محبتي واحترامي لك باقٍ دون أي تغيير الخلاف لا يفسد للود قضية، وأنا أثمّن صدقك في الحوار، وحرصك على المبادئ المسيحية التي تدعو للسلام، للعدل، وللحق.

أصلّي أن يباركك الرب، ويقودنا جميعًا بروح الحق والمحبة


✳️ الرد الأول: بخصوص الاعتداءات الإسرائيلية على مصر

مع كامل احترامي، نعم، هناك اعتداءات إسرائيلية مؤلمة وقعت على مصر، بعضها موثَّق ومعروف، مثل العدوان الثلاثي عام 1956، وضربة 1967، وحوادث أبو زعبل وبحر البقر عام 1970.

لكن لا بد من التفرقة بين: • ما هو موثّق ومدان دوليًا (مثل قصف المدنيين) • وما هو متداول شعبيًا دون أدلة قاطعة (مثل اغتيالات العلماء)

نحن لا نُبرّر أي استهداف للمدنيين، لكننا نُطالب بنقاش قائم على الحقائق، لا العواطف وحدها.


✳️ الرد الثاني: بخصوص كون إسرائيل هي المعتدية دائمًا

أعتقد أنه من الضروري أن نُراجع السياق بإنصاف: • عام 1956، أغلقت مصر قناة السويس أمام الملاحة الإسرائيلية. • عام 1967، أغلقت مصر مضيق تيران (المنفذ الوحيد لإسرائيل إلى البحر الأحمر)، وحشدت القوات في سيناء، وطردت قوات الأمم المتحدة. • هذه الخطوات، بحسب القانون الدولي وقتها، كانت تُعتبر أعمالًا حربية.

إسرائيل قد تكون بادرت بالضربة، لكنها فعلت ذلك بعد تهديد واضح ومتسلسل، وليس من فراغ. الفهم الموضوعي يبدأ من فهم من بدأ التصعيد، لا من أطلق أول رصاصة


شكرا للرد مع إحترامي ومحبتي حضرتك كتبت حاجات كتير لكن سأحاول مناقشتك في بعضها ١-مالم تلتزم به إسرائيل من قرارات هو الذي أوصلنا لهذه الحالة فلو كانت إلتزمت بالقرار 424 لكانت الأحوال أفضل وأيضا القرارات الخاصة بعودة اللاجئين والإنسحاب لحدود 1967 لكن إسرائيل تريد التوسع وأيضا رفضهم لإتفاقية أوسلو 1 وأوسلو 2 أما عن إغلاق عبد الناصر للمضايق فهذا طبيعي ومن حقه ومن حق مصر تبعًا للمعاهدات والمواثيق الدولية وهو لم ينتهك القانون لكنها البلطجة الإسرائيلية . وهي إعتدت على مصر بحجة إغلاق المضيق لكن السبب الرئيسي هو أن مصر وقتها كانت تنمو إقتصاديًا وتقوم بالتصنيع والتصدير فقاموا بذلك حتى تظل مصر فقيرة ويمكن قيادتها وكما فعلوا مع صدام والأسد نفس الأسلوب حتى لا تبقى دولة عربية تمتلك قرارها .

أما الموثق دوليًا في حرائق الحرب فهو ضرب مدرسة وضرب مصنع ثم الإدانة الفعلية من محكمة العدل الدولية العام الماضي بالأدلة والبراهين


You sent


عزيزي القس جون، أشكرك على اهتمامك ونقاشك الصريح، وأرجو أن يتّسع صدرك لملاحظاتي التالية التي أقدّمها بمحبة واحترام، رغبة في الوصول إلى الحق من منظور مسيحي عادل:

1️⃣ عن قرار الأمم المتحدة 242 القرار 242 لا ينص على انسحاب شامل من "كل الأراضي"، بل من "أراضٍ محتلة"، مقابل اعتراف وضمانات سلام متبادلة.

إسرائيل انسحبت بالكامل من سيناء عام 1982 بموجب اتفاقية السلام مع مصر، وغزة عام 2005.

عودة اللاجئين في القرار 194 مشروطة بأن "يريدوا العيش بسلام"، وهو شرط لم يتحقق بسبب التحريض المستمر في بعض المناهج والخطابات.

2️⃣ عن اتفاقيات أوسلو 1 و2 إسرائيل وقّعت أوسلو، واعترفت بمنظمة التحرير، وسلّمت مناطق في الضفة الغربية للسلطة الفلسطينية.

الاتفاق أقام السلطة الفلسطينية رسميًا، وفتح بابًا للتمويل الدولي.

لكن بعد اندلاع الانتفاضة الثانية وتصاعد العنف، انهارت الثقة بين الطرفين.

3️⃣ عن إغلاق مضيق تيران عام 1967 المضيق يُعتبر ممرًا دوليًا حسب القانون الدولي.

عبد الناصر لم يكتفِ بإغلاقه، بل:

طرد قوات الطوارئ الدولية.

حشد مئات الآلاف من الجنود.

وصرّح علنًا بنيّته تدمير إسرائيل.

لهذا، فُهمت الضربة الإسرائيلية كإجراء دفاعي استباقي، لا عدوانًا توسعيًا.

4️⃣ عن مزاعم استهداف مصر اقتصاديًا لا يوجد دليل موثّق يثبت أن إسرائيل استهدفت مصر لإحباط اقتصادها.

إنما كانت المواجهة سياسية وعسكرية بالدرجة الأولى.

دول أخرى نمت صناعيًا دون أن تُقصف مثل كوريا وتركيا وماليزيا.

5️⃣ عن رفض الدول العربية الاعتراف بإسرائيل منذ 1948، رفضت معظم الدول العربية الاعتراف بإسرائيل، وهاجمتها عسكريًا.

بعد 1967، تبنّى مؤتمر الخرطوم شعار: "لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض".

هذا الرفض عطّل تنفيذ القرار 242، الذي يفترض الاعتراف المتبادل كأساس للسلام.

حتى مصر لم تعترف بإسرائيل إلا بعد اتفاقية كامب ديفيد في 1979.

6️⃣ كمسيحيين، نحن مدعوون لطلب الحق لا تكرار دعايات مشوّهة موقفنا ليس مبنيًا على نبوءات نهاية الأزمنة أو تفضيل ديني، بل على ميزان العدالة والحق الإنساني.

من غير المقبول أن نكرّر شعارات تروّج للكراهية، لمجرد أنها شائعة.

للأسف، في بعض الخطابات الإسلامية التقليدية نجد تحريضًا واضحًا ضد اليهود، يصل إلى وصفهم بـ"أبناء القردة والخنازير".

هذا النوع من الخطاب ينزع الإنسانية، ويغلق الباب أمام أي حوار، ويجب أن يُرفض من أي إنسان يؤمن بالله والحق.

كمسيحيين، نحن لا نُشيطن شعبًا ولا نبرّر ظلمًا، بل نبحث عن الحقيقة، حتى عندما تكون غير شعبية.

"لا تحرف القضاء، ولا تكن في صف الجموع لفعل الشر." (خروج 23: 2) "الحق يُحرركم." (يوحنا 8: 32)

🕊️ الخاتمة أعلم أن الجراح عميقة والمشهد معقد. لكن الرجاء أن نرتفع كمؤمنين فوق الانتماءات السياسية والدينية، لنفحص الأمور بميزان الحق لا الغضب، وبنور المسيح لا ظل الروايات العقائدية.

محبتي واحترامي لك دائمًا،